المجلس الثقافي البريطاني يطلق بحثين لدعم التوظيف في العالم العربي

القاهرة، مصر 28 كانون الثاني/ يناير 2015 -  أعلن المجلس الثقافي البريطاني، منظمة المملكة المتحدة الدولية للتعليم، عن خططه للمشاركة ببحثيين يمكن استخدامهما لدعم تطوير البرامج التعليمية التي تُعنى بتعزيز التوظيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 تم الإعلان عن الخبر في ندوة المجلس الثقافي البريطاني الأخيرة التي عقدت في القاهرة بعنوان مهارات وفرص التوظيف للشباب في العالم العربي، حيث قال المدير الإقليمي للمجلس الثقافي البريطاني لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدريان تشادويك في هذا السياق: "إن توظيف الشباب من أهم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها المنطقة. فنحن نعمل في المجلس الثقافي البريطاني منذ نحو 80 عاماًعلى نشر لغة المملكة المتحدة وثقافتها والتعليم فيها. ويؤكد هذا الإعلان على التزامنا بخلق فرص تعليمية للشباب ورغبتنا بإقامة شراكات مع الحكومات والمؤسسات التعليمية والشركات الخاصة لدعم  الشباب عبر تزويدهم بالمهارات اللازمة للحصول على الوظائف التي يطمحون إليها".

 وتتطرق أول ورقة بحثية إلى العادات الرقمية للمعلمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أما البحث الثاني فيدرس إمكانية التعلم الكترونياً عبر الانترنت مع تقديم أدلة تم جمعها من الإمارات العربية المتحدة، والسعودية، ومصر والمغرب. ويأتي هذل الإعلان بعد يومين من المناظرات وتبادل الأفكار بين المتخصصين من  صانعي القرار والتروبيين وقادة الأعمال المشاركين في ندوة القاهرة.

 سلط المشاركون في الندوة الضوء على محدودية الأبحاث في مجال التدريب على المهارات في المنطقة، بالإضافة إلى النقص الشديد في الأبحاث التي تتناول الكفاءة في اللغة الإنجليزية وقدرات المعلمين.

 هذا ويشمل البحث الأول الذي أجراه المجلس الثقافي البريطاني في 2014  بعنوان "العادات الرقمية للمعلمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" مخرجات لمقابلات جرت مع 1200 معلم لغة إنجليزية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تدرس أراءهم حول سبب تدني مستوى الشباب في اللغة الإنجليزية.

 وقد تناول البحث أربع مسائل رئيسية:

  1.  الميل إلى تكريس معلمي اللغة الإنجليزية الأكثر قدرة وكفاءة لتدريس الطلاب الأكبر سناً على حساب صغار المتعلمين
  2. تطرق البحث إلى توظيف المعلمين وقدراتهم وسلبيات التدريب الذي يحد من تطورهم المهني كتربويين.
  3.  مناهج لغة إنجليزية وخطط دروس قديمة لا تتوافق والممارسات الدولية المثلى، بمعنى أن الأساليب والمناهج  المستخدمة في التدريس والتعليم لا تؤدي إلى تخريج طلاب يتمتعون بالمستويات المطلوبة من المحادثة، والقراءة والكتابة باللغة الإنجليزية.  
  4. وأخيرا، أظهر البحث أن ثمة تركيزاً كبيراً على الدرجات النهائية، مما يعني تجاهل النتائج طويلة الأمد، حيث يقوم المدرسون بتدريس الامتحان بدلاً من تأسيس الطلاب في اللغة الإنجليزية.

 وقال أدريان معلقاً على بحث العادات الرقمية للمدرسين: "يدرك الأفراد والحكومات والشركات في المنطقة أن الإنجليزية تعد مهارة هامة جداً فيما يتعلق بإيجاد فرص عمل للشباب. إلا أن البحث يشير إلى حقيقة أن معلمي اللغة الإنجليزية في المنطقة يحتاجون إلى تدريب وتحفيز أفضل حتى يتمكنوا من تعليم لغة إنجليزية أفضل للشباب، وأن بعض مناهج اللغة الإنجليزية لا تؤدي إلى تخريج طلاب شباب بمستويات ملائمة في اللغة الإنجليزية تؤهلهم للحصول على وظائف".

 أما البحث الثاني فيتطرق إلى استخدام الانترنت عند تعلم الإنجليزية مع أدلة مقدمة من الإمارات العربية المتحدة، والسعودية، ومصر والمغرب. وقد أظهر البحث الذي أجراه المجلس الثقافي البريطاني العام الماضي أن ثمة أعداداً كبيرة من الأشخاص يميلون إلى تعلم الإنجليزية الكترونياً عبر الانترنت لا سيما عند تزويدهم بجلسات تجري وجهاً لوجه مع معلم متمرس. ويوحي هذا البحث أن تبني مثل هذا النهج قد يكون أفضل بالنسبة للمتعلم من ناحية التكلفة وقد يصل إلى أشخاص أكثر لأنه يجري عبر الانترنت.

 وبناء على هذا البحث الأولي، أجرى المجلس الثقافي البريطاني برنامجاً تجريبياً لتعلم الإنجليزية الكترونياً عبر الانترنت في المغرب وتونس، حيث تألف التدريب من 20 ألف طالب وجرى بالشراكة مع ثلاث جامعات في المغرب بالإضافة إلى تطبيق نموذج مختلط للتعلم في تونس يجمع بين التعلم الالكتروني والمباشر وجهاً لوجه. وقد أظهرت النتائج أن 70 بالمائة من الطلاب حسنوا مستوياتهم في اللغة الإنجليزية بعد أربعة أشهر من الدراسة.

 وعلق أدريان تشادويك على البرنامج الذي تناوله البحث قائلاً: "لقد أظهر البحث أن التعلم الكترونياً عبر الانترنت قادر على تحسين مستوى الأفراد في اللغة الإنجليزية، إلا أنه يكون ناجحاً فعلاً عند ربطه بتدريب يجري وجهاً لوجه. وإن نسب النجاح من هذا البرنامج التجريبي تثبت هذا. وتكمن الخطوة التالية في البناء على ما حققناه في هذين البلدين واستكمال البرنامج في بلدان أخرى، وحتى يتحقق هذا علينا التعاون مع شركاء محليين".

 وينوي المجلس الثقافي البريطاني إتاحة هذين البحثين للحكومات الشريكة ومؤسسات التعليم والمجتمع المدني، عبر الطلبات المباشرة المقدمة لفريق اللغة الإنجليزية الإقليمي لديه. وعندما طلب منه التعليق على سبب اتخاذ المجلس الثقافي البريطاني قرار إطلاق هذين البحثين في هذا الوقت، أردف تشاوديك قائلاً: " لقد تطرقت الندوة إلى جود فجوات في مجال إجراء البحوث حول تحسين تعلم اللغة الإنجليزية وتعليمها. وباعتبارنا خبراء اللغة الإنجليزية في العالم، فنحن نعتقد أن من المهم  إطلاع الشركاء على هذه البحوث حتى نتمكن على المدى البعيد من الوصول إلى تعليم، وتدريس وتقييم أفضل للغة الإنجليزية، والذي سيخلق بدوره فرصاً أفضل  للشباب في المنطقة". 

ملاحظات للمحررين

عن المجلس الثقافي البريطاني

المجلس الثقافي البريطاني منظمة بريطانية دولية تعمل على إنشاء علاقات ثقافية بين الدول وتوفير فرص التعليم. تقوم المنظمة بإيجاد الفرص الدوليّة لشعوب المملكة المتحدة والدول الأخرى كما تعمل على تعزيز الثقة بينها.

هذا ويعمل المجلس الثقافي البريطاني في أكثر من 100 بلدٍ ويضم أكثر من 7000 موظّف بمن فيهم 2000 معلّمٍ يعملون مع آلاف المحترفين ورجال السياسة وملايين الأشخاص، وذلك في تعليم اللغة الإنجليزيّة وتشارك الأعمال الفنيّة والمشاركة في البرامج التعليميّة والإجتماعيّة.

 لمزيدٍ من العلومات، قوموا بزيارة موقعنا: www.britishcouncil.org. يمكنكم أيضًا التواصل مع المجلس الثقافي البريطاني من خلال حسابه على موقع تويتر: http://twitter.com/britishcouncil

 عن ندوة القاهرة 

تنعقد الندوة على مدار يومين، إذ تشكل فرصة للانخراط في نقاشات يقوم المتحدثون بتيسيرها، بالإضافة إلى تبادل المعرفة التفاعلي والحوارت حول آلية التعاون بين القطاعين العام والخاص من أجل تحضير الشباب بشكل أفضل لدخول سوق العمل. وسيكون البرنامج منقسماً بين حلقة من العروض المفتوحة للجميع حول القضايا الرئيسة وندوات نقاشية جماعية وجلسات منفصلة للمجموعات الصغيرة حول قضايا محددة.

 تجمع هذه الفعالية بين أكثر من 80 وفداً يأتون من قطاعات التعليم والأعمال والمجتمع المدني والحكومة لمناقشة أحد أهم المواضيع التي تؤثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط وهو: مهارات وفرص التوظيف للشباب في العالم العربي.