نجلاء أبو المجد تعتز دوماً بجذورها الضاربة فى قريتها "الدر والديوان" فى النوبة،ورغم حياتها فى القاهرة ،إلا أن أحلامها تتجه هناك نحو القرية،التى تفتخر كثيراً بكونها حاصلة على المركز الأول فى نسبة التعليم بين القرى المصرية،حيث تكاد تكون نسبة الأمية فيها صفر، ويندرج هذا بالطبع على نساء القرية الطموحات .

نجلاء التى أصابها التغيير بعد ثورة يناير، فقررت الالتحام بالحياة العامة ؛ وجدت ضالتها فى برنامج "مشاركة المرأة فى الحياة العامة" ، التابع للمجلس الثقافى البريطانى، فقد أتاح لها البرنامج وللمرة الأولى ،العمل ضمن فريق عمل من النساء يستهدف تحسين أوضاع النساء فى مصر، ونجلاء التى كانت مهتمة ومناصرة لحقوق المرأة قبل الثورة وقبل التحاقها بالبرنامج ، امتلكت آليات الاشتباك مع الحياة العامة، حتى أنها كانت واحدة من القلائل الذين ناقشوا الملف النوبى فى لجان الاستماع الخاصة بالدستور الحالى.

تقول نجلاء أن حضورها للقاء الاقليمى للبرنامج فى المغرب، دفعها للقراءة فى كل ما يتعلق بالقوانين الخاصة بالمرأة ،والاطلاع على تجارب النساء فى الدول الأخرى، وحرضها على التساؤل حول مدى جدوى القوانين المتعلقة بالمرأة والموجودة بالفعل، وهل هى مفعلة أم لا ، وأين نسائنا من وضع النساء فى العالم.

نجلاء التى كانت متعاطفة مع حقوق النساء، قبل التحاقها ببرنامج مشاركة المرأة فى الحياة العامة ، أصبحت أكثر فاعلية ، وتستعد الآن للترشح فى انتخابات البرلمان، وهى تتخذ من تجربتها مع برنامج "سبرينج بورد" دافعاً للتفاؤل؛ فمن خلال "نقطة انطلاق"،استطاعت نجلاء أن تغير مستقبل عشرين فتاة من قريتها ، أتاحت لهن من خلال البرنامج الفرصة لتطوير ذواتهن ، وأن يتحولن إلى صاحبات مشاريع ولا يكتفين بطموح حاصلات على تعليم متوسط ، هؤلاء الفتيات الآن يقمن بالاستعداد للمشاركة فى انتخابات المحليات ، وترى نجلاء أن أملها هو إتاحة الفرصة لكل نساء مصر ،كى يحظين بمستقبل يليق بطموحاتهن فى المشاركة السياسية الحقيقية ،وأن تنقل خبراتها التى تعلمتها عن آلية المشاركة فى الحياة العامة لكل النساء المصريات ،من خلال وجودها فى البرلمان .