لنتعايش سوياً رغم الاختلافات

 كتبها فاطمة خير

ندى عزيز الشابة صاحبة ال28 عاماً، والتى تشارك بالتدريب فى برنامج المواطن الفعال الذى نظمة المجلس الثقافى البريطانى بمصر بالتعاون مع المعهد المصرى الديموقراطى ، لا تخفى تلقيها لكثير من المفاجآت منذ اللحظة الأولى لوصولها لميانمار، فقد كانت تحمل تصورات غير حقيقية عن بلد لا تعرف الكثير عنه ، تبدلت التصورات وقت أن وصلت ، منحت انتباهها للحصول على أكبر كم من الخبرات والملاحظات عن هذه البلاد البعيدة عنها والتى ربما لن تزورها ثانية ، تقول ندى أنها توقعت بلد أوضاعه متدهورة على المستوى السياسى والاجتماعى، وفيه الكثير من المناطق العشوائية  ،ولكنها سارت فى شوارع نظيفة ، الكل فيها يحترم المرور ، توجد عشوائيات فى قلب العاصمة لكن لا يوجد متسولين تقريباً، الناس لا يتحدثون الانجليزية لكن الابتسامة لا تفارق وجوههم .

أما المشكلات التى تعرفت عليها ندى من خلال المنظمات المحلية التى تبادلت تجاربها مع برنامج المواطن الفعال ، فقد جعلتها تتعلم الدرس الأول ، بأنه يجب ألا نذهب لأى مكان بتصورات مسبقة ، فما تصورته عن البلد لم يكن صحيحاً.

ندى تقول عن أن حضورها "المواطن الفعال" أضاف إليها الكثير برغم خبرتها السابقة فى التفاعل والتواصل، حيث أن التعايش والتفاعل لمدة ثمانى أيام مع ناشطين فى البرنامج من جنسيات مختلفة ، حفزها على نقل التجربة للمتدربين الذين ستعمل معهم فى المستقبل ، كيف تكون المواطنة واقعاً لا مجرد نظريات، ولشدة حماسها لما تعلمته ، سوف تضيف خبرة البُعد الدولي للمواطنة للأنشطة التى تصممها لبرنامج المواطن الفعال . وتضيف ندى : تعلمت فى ثمانية أيام كيف أتواصل دولياً وفى الوقت نفسه أمارس التشبيك محلياً من خلال تبادل الخبرات. أما القيمة التى لن تنساها ندى فهى أنه ينبغى خلق الأرضية المشتركة بين الشركاء فى المجتمع كى نستطيع حل المشكلات فقد نكون متناحرين لكن هدفنا فى النهاية واحد وهو خدمة مجتمعنا.

محمد وندى ، اعتبرا أن الرحلة إلى ميانمار ضمن برنامج المواطن الفعال ، زادت فى مهاراتهما بشكلٍ كبير ، بسبب التفاعل مع ست وعشرين شخصية من ثمانية جنسيات ، بالإضافة إلى البرنامج المكثف من الزيارات للمنظمات المحلية العاملة فى ميانمار ، والتى تعلما منها أن العمل بلا إمكانيات ليس وهماً بل هو واقع فى هذا البلد .

محمد وندى أكد كلٍ منهما ، على أن القيمة الأهم التى تعلماها ، هى أنه ينبغى علينا تعلم أن نعيش سوياً وإلا فسنموت سوياً ، هذا ما شاهداه بوضوح فى بلد خرج مؤخراً من تناحرات قاسية ، وهذا ما يؤمن به الناس هناك ، وما ينبغى علينا هنا أن نمنحه حقه من الاهتمام .